کد مطلب:241350 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:342

الحذر من بعض الأطعمة
وصایا نافعة

و رأیت لابن ماسویه فصلا فی كتاب «المحاذیر» نقلته بلفظه. قال: «من أكل البصل أربعین یوما، و كلف [وجهه]، فلا یلومن الا نفسه. و من افتصد فأكل مالحا، فأصابه بهق أو جرب، فلا یلومن الا نفسه. و من جمع فی معدته البیض والسمك، فأصابه فالج أو لقوة، فلا یلومن الا نفسه. و من دخل الحمام و هو ممتلی ء فأصابه فالج، فلا یلومن الا نفسه. و من جمع فی معدته اللبن والسمك، فأصابه جذام أو برص أو نقرس، فلا یلومن الا نفسه. و من احتلم، فلم یغتسل حتی وطی ء أهله - فولدت مجنونا أو مخبلا - فلا یلومن الا نفسه. و من أكل بیضا مسلوقا باردا، و امتلأ منه - فأصابه ربو - فلا یلومن الا نفسه. و من جامع، فلم یصبر حتی یفرغ - فأصابه حصاة - فلا یلومن الا نفسه. و من نظر فی المرآة لیلا - فأصابه لقوة، أو أصابه داء - فلا یلومن الا نفسه».

و قال ابن بختیشوع: «احذر أن تجمع بین البیض والسمك: فانهما یورثان أریاح البواسیر، و وجع الأضراس. و ادامة أكل البیض تولد الكلف فی الوجه و أكل الملوحة والسمك المالح والافتصاد بعد الحمام، یولد البهق والجرب. كلی كلی الغنم یعقر المثانة. الاغتسال بالماء البارد، بعد أكل السمك الطری، یولد الفالج. وطء المرأة الحائض، یولد الجذام. الجماع من غیر أن یهرق الماء یولد الحصاة. طول المكث فی المخرج، یولد الداء الدوی».

و لما احتضر الحارث: اجتمع الیه الناس، فقالوا: مرنا بأمر ننتهی الیه من بعدك، فقال: «لا تتزوجوا من النساء الا شابة، و لا تأكلوا من الفاكهة الا فی أوان نضجها، و لا یتعالجن أحدكم ما احتمل بدنه الداء. و علیكم بتنظیف المعدة فی كل شهر: فانها مذببة للبلغم، مهلكة للمرة، منبتة للحم. و اذا تغذی أحدكم: فلینم علی اثر غذائه ساعة. و اذا تعشی: فلیمش أربعین خطوة».

و قال بعض الملوك لطبیبه: لعلك لا تبقی لی، فصف لی صفة آخذها عنك. فقال: «لا تنكح الا شابة، و لا تأكل من اللحم الا فتیا؛ و لا تشرب الدواء الا من علة، و لا تأكل الفاكهة الا فی نضجها. و أجد مضغ الطعام. و اذا أكلت نهارا: فلا بأس أن تنام. و اذا أكلت لیلا: فلا تنم حتی تمشی ولو خمسین خطوة. و لا تأكلن حتی تجوع، و لا تتكارهن علی الجماع، و لا تحبس البول. و خذ من الحمام قبل أن یأخذ منك. و لا تأكلن طعاما: و فی معدتك طعام. و ایاك أن تأكل ما تعجز أسنانك عن مضغه، فتعجز معدتك عن هضمه. و علیك فی كل أسبوع بقیئة تنقی جسمك. و نعم الكنز الدم فی جسدك، فلا تخرجه الا عند الحاجة الیه. و علیك بدخول الحمام: فانه یخرج من الأطباق ما لا تصل الأدویة الی اخراجه.

و قال أفلاطون: خمس یذبن البدن - و ربما قتلن -: قصر ذات الید، و فراق الأحبة، و تجرع المغایظ، ورد النصح، وضحك ذوی الجهل بالعقلاء.

و قال طبیب المأمون:«علیك بخصال - من حفظها فهو جدیر أن لا یعتل الا علة الموت -: لا تأكل طعاما: و فی معدتك طعام. و ایاك أن تأكل طعاما تتعب أضراسك فی مضغه، فتعجز معدتك عن هضمه. و ایاك و كثرة الجماع: فانه یقتبس نور الحیاة و ایاك و مجامعة العجوز: فانه یورث موت الفجأة. و ایاك والفصد الا عند الحاجة الیه و علیك بالقی ء فی الصیف.

و من جوامع كلمات أبقراط، قوله: «كل كثیر فهو معاد للطبیعة».

و قیل لجالینوس: ما لك لا تمرض؟ فقال: «لأنی لم أجمع بین طعامین ردیئین، و لم أدخل طعاما علی طعام، و لم أحبس فی المعدة طعاما تأذیت به».

أربعة مسببة لمرض الجسم:

و أربعة أشیاء تمرض الجسم: الكلام الكثیر، والنوم الكثیر، والأكل الكثیر، والجماع الكثیر. فالكلام الكثیر: یقلل مخ الدماغ و یضعفه، و یعجل الشیب. والنوم الكثیر: یصفر الوجه، و یعمی القلب، و یهیج العین، و یكسل عن العمل، و یولد الرطوبات فی البدن. و الأكل الكثیر: یفسد فم المعدة، و یضعف الجسم، و یولد الریاح الغلیظة، والأدواء العسرة. والجماع الكثیر: یهد البدن، و یضعف القوی، و یجفف رطوبات البدن، و یرخی العصب، و یورث السدد؛ و یعم ضرره جمیع البدن، و نخص الدماغ لكثرة ما یتحلل منه: من الروح النفسانی. و أضعافه أكثر من اضعاف جمیع المستفرغات، و یستفرغ من جوهر الروح شیئا كثیرا.

و أنفع ما یكون: اذا صادف شهوة صادقة من صورة جمیلة حدیثة السن حلالا؛ مع سن الشبوبیة، و حرارة المزاج و رطوبته، و بعد العهد به، و خلاء القلب من الشواغل النفسانیة؛ و لم یفرط به، و لم یقارنه ما ینبغی تركه معه: من امتلاء مفرط، أو خواء و استفراغ، أو ریاضة تامة، أو حر مفرط، أو برد مفرط. فاذا راعی فیه هذه الأمور العشرة: انتفع به جدا. و أیها فقد: حصل له من الضرر بحسبه. و ان فقدت كلها أو أكثر: فهو الهلاك المعجل.

ضرر الحمیة المفرطة:

والحمیة المفرطة فی الصحة، كالتخلیط فی المرض. والحمیة المعتدلة نافعة.

للحفاظ علی صحة البدن:

و قال جالینوس لأصحابه: «اجتنبوا ثلاثا، و علیكم بأربع. و لا حاجة لكم الی طبیب. اجتنبوا الغبار والدخان والنتن. و علیكم بالدسم والطیب والحلوی والحمام. و لا تأكلوا فوق شبعكم، و لا تتخللوا بالباذروج والریحان، و لا تأكلوا الجوز عند المساء. و لا ینم من به زكمة علی قفاه، و لا یأكل من به غم حامضا. و لا یسرع المشی من افتصد: فانه یكون مخاطرة الموت. و لا یتقیأ من تؤلمه عینه. و لا تأكلوا فی الصیف لحما كثیرا. و لا ینم صاحب الحمی الباردة فی الشمس. و لا تقربوا الباذنجان العتیق المبزر. و من شرب كل یوم فی الشتاء، قدحا من ماء حار، أمن من الأعلال. و من دلك جسمه فی الحمام بقشور الرمان، أمن من الجرب والحكة. و من أكل خمس سؤسنات - مع قلیل من مصطكی رومی، و عود خام، و مسك - بقی طول عمره لا تضعف معدته و لا تفسد.

ومن أكل بزر البطیخ مع السكر، نطف الحصی من معدته، و زالت عنه حرقة البول.



[ صفحه 417]



و ینبغی أن تحذر یا أمیر..... أن تجمع فی جوفك البیض والسمك فی حال واحدة، فانهما اذا اجتمعا ولدا القولنج و ریاح البواسیر [1] ، و وجع الأضراس.



[ صفحه 419]



والتین والنبیذ الذی یشربه أهله [2] [3] اذا اجتمعا ولدا النقرس والبرص.



[ صفحه 437]



و ادامة أكل البصل [4] یولد الكلف فی الوجه.



[ صفحه 444]



و أكل الملوحة، واللحمان المملوحة، و أكل السمك المملوح بعد الحجامة والفصد للعروق، یولدا البهق [5] .



[ صفحه 446]



والجرب [6] .



[ صفحه 448]



و ادمان أكل كلی الغنم و أجوافها یغیر (یعكر) [7] المثانة، و دخول الحمام علی البطنة [8] یولد القولنج.

و لا تقرب النساء فی أول اللیل، لا شتاءا، و لا صیفا. و ذلك أن المعدة والعروق تكون ممتلئة و هو غیر محمود، یتخوف منه القولنج، والفالج، واللقوة، والنقرس، والحصاة، والتقطیر، والفتق [9] و ضعف البصر والدماغ.



[ صفحه 450]



فاذا أرید ذلك فلیكن فی آخر اللیل فانه أصح للبدن و أرجی للولد، و أذكی للعقل فی الولد الذی یقضی بینهما.

و لا تجامع [10] امرأة حتی تلاعبها،...



[ صفحه 453]



و تغمز ثدییها [11] ، فانك ان فعلت، اجتمع ماؤها و ماؤك فكان منها الحمل. و اشتهت منك مثل الذی تشتهیه منها، و ظهر ذلك فی عینیها.



[ صفحه 454]



و لا تجامعها الا و هی طاهرة [12] ، فاذا فعلت ذلك كان أروح لبدنك، و أصح لك باذن الله.

فاذا فعلت ذلك فلا تقم قائما و لا تجلس جالسا و لكن تمیل [13] علی یمینك.

ثم انهض مسرعا الی البول من ساعتك فانك تأمن الحصاة باذن الله تعالی، ثم اغتسل واشرب من ساعتك شیئا من المومیائی بشراب العسل، أو بعسل منزوع الرغوة، فانه یرد من الماء مثل الذی خرج منك.

واعلم یا أمیر.. أن جماعهن والقمر فی برج الحمل أو الدلو من البروج أفضل، و خیر من ذلك أن یكون فی برج الثور، لكونه شرف



[ صفحه 455]



القمر [14] ، و من عمل بما وصفت فی كتابی هذا و دبر به جسده أمن باذن الله تعالی من كل داء و صح جسمه بحول الله تعالی و قوته، فان الله یعطی العافیة و یمنحها ایاه، والحمد لله رب العالمین و العاقبة للمتقین، و صلی الله علی سیدنا محمد و آله الطیبین الطاهرین.

و لا تقل طالما فعلت كذا، و أكلت كذا فلم یؤذنی و شربت كذا و لم أر مكروها و انما هذا القلیل من الناس یا أمیر.. كالبهیمة لا یعرف ما یضره، و لا ما ینفعه.

و لو أصیب اللص أول ما یسرق [15] فعوقب لم یعد، لكانت عقوبته أسهل، و لكن یرزق الامهال، والعافیة فیعاود ثم یعاود، حتی یؤخذ علی أعظم السرقات، فیقطع، و یعظم التنكیل به، و ما أودته عاقبة طمعه.



[ صفحه 456]



والأمور كلها بید الله عزوجل أن یكون له ولدا، و الیه المآب. و نرجو منه حسن الثواب انه غفور تواب. علیه توكلنا و علیه فلیتوكل المؤمنون. و لا حول و لا قوة الا بالله العلی العظیم.

قال أبومحمد الحسن القمی، قال لی أبی: فلما وصلت هذه الرسالة من أبی الحسن علی بن موسی الرضا صلوات الله علیهما و علی آبائهما والطیبین من ذریتهما الی المأمون، قرأها و فرح بها، و أمر أن تكتب بالذهب، و أن تترجم بالرسالة الذهبیة.

تمت الرسالة بحمد الله تعالی و كتب العبد الفقیر الی الله تعالی عبدالرحمن المدعو أبی بكر بن عبدالله الكرخی الجنس، عتیق السعید المرحوم قاضی القضاة كان بالعراق الحسن بن قاسم بن أبی الحسین بن علی بن قاسم النیلی رحمهم الله تعالی.

فی یوم الاثنین قبل أذان المغرب بلخ كان فراغها من النسخ تاسع عشر ذی الحجة سنة خمس عشرة و سبعمائة (715) ه.


[1] البواسير:

البواسير عبارة عن زيادات غير طبيعية جذبتها القوي الضعيفة علي نحو غير طبيعي من باطن الأنف أو الرحم، الا أنها كثيرا ما تطلق علي بواسير المقعدة (فتحة الشرج) و لا يذكر غيرها.. والبواسير قد تكون مثل الثآليل (السنط) في الصلاة والصغر والاستدارة أو عنبية لاستدارتها و انتفاخها و خضرة أطرافها كالعنبة أو توتية لحمرتها و رخاوتها كالتوتة.. يقول صاحب التذكرة أن السبب العام للبواسير يعود لتناول لحوم البقر والسمك و كل حريف و مالح من الأطعمة بكثرة.. والبواسير قد يسيل منها الدم أو لا يسيل و منها الظاهر و منها الباطن و اسلم هذه البواسير البارزة خارج المقعدة التي يسيل منها الدم.. و علامات البواسير رقة النبض و ضعفه في التي يسيل منها الدم.. و علاج البواسير يكون بالفصد في حالة البواسير التي تنزف دما أما التي لا يسيل منها دم فلا فصد الا اذا كان السيال من الدم أحمر و بعد الفصد تقطع ثم يجلس المريض بعد ذلك في طبيخ من العفص والشبت والريحان.

أما الوصفات التي استخدمت في علاج البواسير و هي مجربة:

- اذا شوي البصل و درس مع الدهن طلاءا فانه يشفي البواسير.. كذلك تستخدم حقن البصل الشرجية لمعالجة البواسير و ذلك بغلي نصف بصلة متوسطة الحجم لمدة 3 دقائق في ليتر ماء و تصفيه بعد ذلك لحقنه فاترا في الشرج..

- اذا سلقت أقماع الباذنجان مع اللوز المر واللوز الأخضر - و استخدمت دهانا شفيت البواسير..

- كذلك اذا دهن المريض البواسير بنخاع سيقان البقر (الكوارع) فانها تشفيه من البواسير..

- و اذا خلطت عصارة الحصرم مع ماء الكرات و طليت بها البواسير فانها تجففها..

- أيضا اذا طبخت أجزاء الزيتون كلها من أوراق و ثمار و فروع مع ماء الكرات والصبر حتي تمتزج كانت دواء مجرب للبواسير..

- و كذلك فان التضميد باستمرار لمكان البواسير بورق الكرات مع الصبر يقطع البواسير..

- من الوصفات المجربة أيضا.. حرق رأس الكلب و اضافة الرماد الي الصبر بكميات متساوية ثم عجن الخليط بماء الكرات و دهن مكان البواسير به..

و أخيرا يقول داود في تذكرته.. ان مريض البواسير لا بد أن يعالج الامساك اذا كان يشكو منه كما يجب عليه الامتناع عن تناول السمك والمالح و لحم البقر والحامض و ملازمة دهن المقعدة و فتحة الشرج بدهن الدجاج..

أما ما أورده أطباء العرب والقدامي في كتبهم عن علاج البواسير بالوصفات الشعبية فاننا نود أن نذكر هذه الوصفات..

- تدهن البواسير المتدلية من فتحة الشرج بزيت الخروع لعدة مرات و بحرص حيث يمكن بعد ذلك أعادتها الي الداخل..

- اذا طبخ قشر الجوز الأخضر بزيت الزيتون حتي يتهري كان طلاء جيد للبواسير..

- تدق حبة البركة و تخلط مع كمية متساوية من السكر و تؤخذ في اليوم مرتين كل مرة مقدار نصف ملعقة ناشفة ثم يأخذ بعدها عدة جراعات من الماء..

- تقلي كمية من شيح البابونج بفنجانين من زيت الزيتون حتي يصبح البابونج مثل الفحم ثم يصفي و تغسل فتحة الشرج أولا بماء ساخن ثم ينشف فيدهن بهذا الزيت فتحة الشرج و لا سيما من الداخل مرتين في اليوم..

تحمص بذور الكراويا و تدق ناعما ثم ترش علي البواسير الظاهرة فانها تجف.

[2] أي الفساق والمخالفون المحللون له.

[3] تأثير شرب الخمور علي جسم الانسان:

خلق الله الانسان، و أمره بالسعي في الأرض، ليأخذ رزقه و ينال قوته. و ما تركه تائها هائما علي وجهه، بل جعل له عقلا يميز به الضار من النافع والمؤذي من المفيد. و مضي هذا الانسان يتبوأ من النعيم حيث يشاء، و يرفل في أثواب المنن والعطايا، و لكنه ما اكتفي بذلك، فاتجه نحو الخبائث التي حرمها الله تعالي، يزري بها صحته، و يذيب بها عافيته، و يضعف بها عقله و بصيرته!..

عجبا للانسان كيف ينساق وراء شهواته و أطماعه، ما يكاد يشبعه شي ء، و ما يكاد يرضي غروره شي ء، فلو كان عنده واد من ذهب لتمني واديا آخر، ماذا يريد من هذه المهلكات و عم يبحث؟ أيبحث عن الطمأنينة وراحة البال أم تراه الطمع ملأ كيانه و امتلك جوارحه؟!

أجل لقد مضي هذا البائس يفتش عن السعادة في غير مظانها، و تعلق بسراب و خيال و أوهام، حتي اذا ما سلك هذا الطريق الوعر، ألفي نفسه في نهاية محتومة من الشقاء والبؤس والضياع. و قد صدق عز من قائل: «يأيها الذين آمنوا انما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون) [المائدة: 90].

تأثير الخمر والكحول علي جسم الانسان:

يحتوي الجسم البشري نتيجة لحوادث الاستقلاب علي نسبة من الغول الذي يعتبر طبيعيا هنا، و هذه النسبة ضئيلة جدا و تتراوح بين (0,003 - 0,001 % )أي (0,3 - 0,1 ملغم %) شأنه في ذلك شأن مادة البولة الجوالة في الدم، فلا يزعم أحد أنها مغذية لمجرد دورانها في الأخلاط.

و من المعلوم أن التأثير الفيزيولوجي للخمر يتعلق بعوامل عدة مثل: مدة الاستعمال، السن، الجنس، البيئة، الوراثة، صحة الجسم، حالة الكبد، حالة الكليتين، حالة الجهاز العصبي، التحمل الشخصي والاعتياد، العرق، طراز الحياة، حالة الشخص من جوع أو عطش. و يختلف كذلك تجاوب الشخص مع كمية الكحول في دمه.

و قد أثبت الأستاذ شتراوب(Prop. straub) أن نسبة الغول تصل الي 50-20 ميلي غرام %) بعد احتساء زجاجتين صغيرتين و نصف من الجعة (البيرة)، كما تصل الي 1,4% (140 ميلي غرام %) بعد 15 قدحا من الجعة.

«و تختلف الجرعة المميتة باختلاف السن، و بنية الجسم أيضا، و هي تقدر عند الأولاد ب(100 غ) و عند البالغين (500-200 غ)».

هل الغول غذاء؟

لقد نشأت عند البعض تساؤلات و تصورات خاطئة عن القيمة الغذائية للخمر (و مكونه الرئيسي الغول) فهم يقولون: أن الخمر مفيد لاحتوائه قدرا كبيرا من القدرة الحرارية الناشئة عن استقلابه، فهو مفيد للطفل و للبالغ علي حد سواء، فهل ما يقولون صحيح أم أنهم أخطأوا في اعتقادهم و اتبعوا وهما باطلا؟ نجيب علي هذا التساؤل من خلال النقاط التالية:

1- يقول الدكتور ل.م سوخاريبسكي، من المعلوم أنه ليس كل مادة ذات قدرة حرارية مرتفعة مغذية بالضرورة، فالكاز «الكيروسين» والبنزين، يحتويان علي قدرة حرارية كبيرة، و لكن لا يخطر علي بال أي منا أن يعتبرهما مغذيين و يقويان جسم الانسان، فمن شروط التغذية أن تحتوي علي كميات معينة من المواد الغذائية كالآ حينات والأملاح والماء، التي تساعد علي ترميم الخلايا القديمة و تكوين خلايا جديدة، و علي مائيات الفحم والدهنيات التي تعطي باحتراقها الدف ء والقدرة علي العمل، و أخيرا الفيتامينات الضرورية لتطور الجسم تطورا سليما و لنشاطه.

و اذا ما وجد في هذه المشروبات بعض السكر فان قيمته الغذائية تضمحل تماما بتأثير الكحول الموجود في المشروبات (في ليتر من البيرة حسب دراسات الدكتور سوخاريبسكي (907 غ) ماء و (37 غ) كحول و (5 غ) مواد آزوتية و 43 غ مائيات الفحم)، و معني ذلك أن البيرة تحوي عدا الغول كمية كبيرة من مائيات الفحم التي تتحول بسهولة الي شحوم، فالسمنة التي نلاحظها عند من يشرب البيرة بكميات كبيرة (و عادة لا تشرب البيرة بكميات قليلة) ليست اذن دليل عافية، بل هي دليل اختلاف في تبادل المواد نتيجة عدم الاعتدال في تعاطي هذا المشروب.

2- ان احتراق غرام واحد من الغول داخل الجسم يولد 2 , 7 كالوري و علي ذلك تعادل القيمة الغذائية للغول تقريبا و نظريا القيمة الغذائية للدهن 3 , 9 كالوري، و لكن الواقع غير ذلك! لا شك أن الغول يمول الجسم بقدر كبير من الحريرات، و لكن الجسم لا يستفيد منها لتحويلها الي طاقة و عمل. و كان من المتوقع أن ترتفع الحرارة داخل الجسم عند تزوده بالحريرات الناتجة عن احتراق الغول في داخله، و لكن ما يحدث فعلا هو العكس تماما، و ذلك لأن الغول يوسع الأوعية الدموية السطحية و يزيد من انتشار الحرارة من سطح الجسم الي خارجه، والحرارة التي يخسرها الجسم بذلك تفوق ما يكتسبها من احتراق الغول.

و يقول الأستاذ «بوشه»: «تهبط الحرارة المركزية عند الثملين الي درجة 30 أو 26 درجة مئوية و هو هبوط عظيم».

لذلك عند التعرض للبرودة (تكون أوعية الجلد متسعة بتأثير مستمر من المغول نتيجة الادمان).

يفقد الجسم كثيرا من حرارته الداخلية فيتعرض بذلك لأضرار البرد و يتجمد جزء من أطرافه (الأصابع، اليدين، القدمين) أو يتجمد كله، و يموت المصاب عند تعرضه طويلا للبرد.

يمر الشارب بأربع مراحل:

1- مرحلة أعراض ما قبل ظهور الادمان.

2- مرحلة الارهاصات.

3- المرحلة الحادة (التسمم الغولي الحاد).

4- المرحلة المزمنة (التسمم الغولي المزمن) أي الادمان أو الغولية.

1- المرحلة الأولي: يتعاطي الشارب الغول بدافع اجتماعي أو تقليد للآخرين أو حبا للاستطلاع فيشعرون بالارتخاء و يحسون بأن حالتهم النفسية قد تحسنت فيصبحون أكثر بهجة و اشراقا و خفة و انطلاقا».

2- مرحلة الارهاصات: يظهر هنا عرض اظلام الذاكرة أو عتمات (Blackout)و يفقدها لفترة معينة و كذلك يزول الشعور بالمتعة (Anhedonia فقدان المتعة).

يحدث عادة بعد كل سكرة ردة فعل نفسية و عضوية يحدث فيها الغثيان و التهاب المعدة و يشعر الشارب بالصداع الشديد والقلق.

و يفقد المريض ارادته كليا تجاه الغول فعندما يشرب الكأس الأولي لا يستطيع التوقف حتي يصبح ثملا».

3- المرحلة الحادة: Acute phase: التسمم الغولي الحاد: «يشرب هنا المريض و يبقي في سكرته أياما أو أسابيع ثم يصحو بعدها و قد يرتاح من هذه النوبة و يعود لمثلها عند مواجهته لأي صعوبة».

و يتجلي هذا التسمم بأعراض أهمها:

- الكبت: سهولة ملحوظة في العمل العقلي و لكن علي حساب الدقة والضبط، مع فقدان اللباقة، و أعمال جنسية غير مقيدة».

- فقدان الانتقاد الذاتي: صفقات و اتفاقات غير مدروسة.

- تقديرات خاطئة: للوقت، والمكان، والحركة، والمواصلات..

- الكيفيات الثمالية: سيولة أفكار و صراخ و حركة زائدة و تحطيم كؤوس.

- الارتباك: سوء الاستيعاب، و بطء التفكير، والنسيان السريع.

- فقدان الوعي والغيبوبة».

4- المرحلة المزمنة Chronic phase أو الادمان Addiction: ينهار المدمن هنا سريعا في عواطفه بسبب الاشباع الكامل لأنسجته بمادة الغول، و يعيش في عالم خاص لا علاقة له بواقعه، و يتدهور أخلاقيا فيسرق و يعتدي و يغتصب».

و يعتبر المدمن من وجهة نظر الطبيب (مريضا نفسيا).

هذا و لقد عرفت الجمعية الطبية الأميركية الادمان الغولي كما يلي: «مرض مركب من عناصر بيولوجية و نفسية و اجتماعية، و هناك أشكال مختلفة من الادمان(Addiction) لذا يجب التقييم الشامل لكل حالة علي حدة.

و يتضمن الادمان عناصر أربعة هي:

1- الادمان.

2- شرب بدون ضابط.

3- اغراق في السكر و الثمل.

4- أضرار فيزيولوجية عضوية».

و هكذا يصبح المدمن معتادا علي الخمر لا يستطيع أن يتركه فاذا لم يستطع أن يأخذ حاجته من الخمر يحدث ما يسمي بأعراض الانقطاع المفاجي ء و أهمها:

1- الهلوسة الغولية Alcoholic Hallucinosis.

2- نوبات من التشنج Convulsive Seizures.

3- نقس سكر الدم الغولي Alcoholic Hypoglycemia.

4- اظلام الذاكرة Blackout.

الغول و تأثيراته الضارة علي مختلف أعضاء الجسم

يحمل تعاطي الخمر أضرارا شتي علي مختلف أجهزة الجسم، و أنسجته، و سوف أجمل تلك الأضرار بما يلي:

أ- الغول والخلايا:

لقد تبين أن الغول سام لأية خلية، و هو يستطيع أن يهلكها في بدء تطورها، ففي تجربة أجريت علي بذور القمح، حيث أضيفت (20-15) قطرة من الغول الي الماء الذي كانت تسقي به فتوقفت البذور عن النماء.

و أضيفت الي غذاء كلبة حبلي كمية قليلة من الفودكا و ذلك في آخر ثلاثة أسابيع من الحمل، فكانت النتيجة: أنها ولدت ستة جراء نصفهم أموات، والنصف الآخر سقيمين.

ب - الغول والجملة العصبية:

1- اصابة الخلية العصبية:

تؤدي الي الهز المرتجف «هذيان السكاري».

2- اصابة السحايا:

تحدث نوبات من الصداع والتهيج العصبي عند المدمنين. و قد تؤدي الي الغيبوبة الكاملة والموت.

3- اصابة الأعصاب:

أ- «اعتلال الأعصاب الغولي العديد:

يصاب فيه الغولي بضعف عضلي و هزال، و آلام في الأطراف بسبب تخريب الأعصاب المختلفة».

و يحدث بسبب عدم قدرة الخلايا علي الاستفادة من Vit B1 علما بأنه تبلغ نسبة حدوثه 1,29%.

ب - اعتلال العصب الواحد:

يحصل فيه اضطراب حسي و حركي علي مسير العصب مع شلل مؤقت، و حسب العصب المصاب فقد نجد: شلل العصب الوجهي (اللقوة)، أو شلل الأعصاب المحركة للعين، أو شلل يوم السبت و هو يكثر في البلدان الغربية حيث ينام السكران ليلة عطلته الأسبوعية (ليلة الأحد) بوضعية يكون فيها العصب الكعبري مضغوطا فيها مما يسبب شلل العضلات الباسطة لليد. و قد يصاب العصب الوركي فيحدث الألم علي مسيره.

ج - التهاب العصب البصري:

يعاني منه معظم الغوليين و يحصل فيه نقص القدرة البصرية. و نادرا العمي.

4- الغول والصرع:

تترافق بعض حالات الادمان مع مرض الصرع المتأخر و قد بين العالم سيمسون أنه من بين 100 طفل مصاب بالصرع كان والد 60 منهم من المدمنين علي الغول.

5- أمراض مجهولة الآلية:

تكثر عند الغوليين مثل تنكس قشر المخيخ، و تخرب الجسم الثفني، و تحلل النخاعين الحدبي المركزي، و ضمور الدماغ، و اعتلال العضلات الغولي.

6- الانتباه والذكاء:

استطاع العلماء السوفيات من خلال أبحاث خاصة أن يرصدوا نشوء توقف في عمل سحايا الدماغ، يجر وراءه تباطؤا و كثيرا من عدم الدقة في العمل العقلي، فقد قدم لعمال التنضيد في بعض الأيام كأس نبيذ، نسبة تركيزه (10) درجات قبل العمل ثم قورن عملهم في الأيام العادية و في الأيام التي يشربون فيها، و تبين أن كمية العمل و نوعيته في الأيام العادية أفضل بكثير منها في الأيام الأخري، و من الطريف أن نذكر أن العمال أنفسهم كانوا يشعرون و هم في حالة السكر أنهم يعملون بشكل أسرع و أفضل.

كما تبين أن احتساء (10 غ) من الغول أعاقت الانتباه الي اشارات المرور الحمراء، كما وجد أن هذا القدر من الغول تخفض درجة الذكاء.

ج - الغول و جهاز التنفس:

تؤدي الجرعة الخفيفة الي زيادة سرعة التنفس و كمية امتصاص O2 و طرح CO2، ثم يحدث بطء في التنفس، و يصبح سطحيا، و تنقص المبادلات التنفسية، و تحدث الالتهابات كذات القصبات، و ذات الرئة، و تبلغ نسبة السل بين المدمنين 20-15%.

- قد يصاب الأنف بنقص في حاسة الشم.

- و تصاب الحنجرة كذلك بالالتهاب المزمن، فتحدث خشونة في الصوت.

د- الغول و جهاز الدوران:

- تؤدي الجرعات المتوسطة من الغول لازدياد ضربات القلب، و من ثم يتناقص عدد هذه الضربات.

أما الجرعات الكبيرة فتؤدي لنقص سعة ضربات القلب، و بالتالي انخفاض الضغط و عدم انتظامه.

و لقد تبين أن 83-26% من السكيرين يشكون من أمراض قلبية.

1- تأثير الغول علي القلب:

1- اعتلال العضلة القلبية و خاصة بعد تناول البيرة الحاوية علي الكوبالت.

2- اصابة القلب بالالتهاب(Myocarditis) نتيجة استنزاف الفيتامين ب1: (Vit B1 )أثناء حرق الغول.

3- المدمن علي شرب البيرة قد يشرب كميات كبيرة تبلغ عدة ليترات، و قد تصل الي (30-20) ليتر في اليوم، مما يسبب زيادة تحميل القلب، و بالتالي توسعه و تضخمه، و من ثم قصوره، و أخيرا الموت.

2- تأثير الغول علي الأوعية الدموية:

1- يوسعها آنيا و بالتالي يحدث انخفاض الضغط، مما يقود الي حدوث الغيبوبة.

2- تهي ء لحدوث تصلب الشرايين و حدوث العصيدة.

ه- الغول و جهاز الهضم:

تتكلم عن تأثير الغول علي جهاز الهضم حسب المنطقة التشريحية:

1- الغول والفم والغشاء المخاطي واللسان:

يسبب الغول ما يلي:

1- اضطراب الذوق و ضمور الحليمات الذوقية و تشقق اللسان.

2- ضعف اللثة والأسنان.

3- جفاف الفم ثم ينقلب الي سيلان اللعاب (Salivation).

4- الطلاوة البيضاء علي اللسان و هي اصابة تتحول الي سرطان اللسان.

2- الغول والمري:

1- يؤهب لالتهاب المري.

2- يثير الغشاء المخاطي للمري كما يسبب توسعا في أوردته.

3- يسبب حدوث قرحة فيه.

4- يؤدي لمتلازمة مالوري وايس (Mallory wiss syndromw) و هي اقياءات دموية غزيرة بسبب تمزق الأوعية في منطقة اتصال المري بالمعدة.

5- يؤهب الغول أيضا لحدوث سرطان المري حيث (90% )من المصابين بسرطان المري هم من المدمنين علي الغول.

3- الغول والمعدة:

يسبب الغول ما يلي:

1- التهاب المعدة السطحي الحاد.

2- التهاب المعدة المزمن الضموري، و يحصل عند معظم المدمنين و سببه فقدان العامل الداخلي المسؤول عن امتصاص الفيتامين ب12(Vit B12)و هذه الحالة تؤهب لسرطان المعدة.

3- سرطان المعدة.

4- القرحة الهضمية: يسي ء الغول انذار القرحة و يجعلها أكثر عرضة للنزف، كما يؤهب لحدوث القرحة اذا لم تكن قد حدثت.

4- الغول والأمعاء:

يسبب الغول ما يلي:

1- التهابا حادا في الأمعاء.

2- توليد غازات كريهة.

3- احداث البواسير و مفاقمتها ان كانت موجودة.

4- سوء الامتصاص المعوي.

5- الغول والكبد:

يسبب الغول أمراضا خطيرة في الكبد حيث يؤثر ضمن آليات ثلاث هي:

1- يؤثر علي استقلاب الكبد مما يؤدي لنقص تركيب السكر في الكبد، و زيادة انتاج الدسم، و تراكمه داخل الخلية الكبدية.

2- يؤثر سميا علي الخلية الكبدية.

3- يسبب الغول عوزا غذائيا نتيجة عزوف المدمن عن الطعام.

أما أهم الأمراض الغولية الكبدية فهي:

1- تشحم الكبد الغولي الذي يصادف عند (80-75% )من المدمنين.

2- تشحم الكبد مع ركودة صفراوية.

3- التهاب الكبد الحاد.

4- تشحم الكبد الغولي.

و هذه الأمراض متداخلة مع بعضها و أغلبها يتحول الي تشمع الكبد، ذلك المرض العضال الذي لا برء منه، و أهم اختلاطات التشمع:

السبات الكبدي، ارتفاع توتر وريد الباب، الذي يسبب تجمع السائل في البطن بما يسمي الحبن(Ascits )و دوالي المري، و سرطان الكبد الأولي. و ليس أدل علي تأثير الخمر علي الكبد من أنه يموت في فرنسا سنويا (22550) شخص من تشمع الكبد الغولي، و في ألمانيا يموت (16000) شخص سنويا بنفس السبب.

6- الغول والجهاز الصفراوي:

- يؤهب الغول للحصيات الصفراوية.

- قد يمتد الالتهاب من المعدة الي الحويصل الصفراوي.

7- الغول والمعثكلة:

تبلغ نسبة اصابة المعثكلة 60-1% من حالات الادمان، حيث يسبب الغول:

1- التهاب المعثكلة الحاد: و هو مرض خطير يشكل أهم حالات البطن الحادة غير الجراحية، و يسبب الغول 70% من الحالات.

2- التهاب المعثكلة المزمن: يؤدي لضمور و استحالة في المعثكلة.

3- يؤهب الغول لحدوث حصيات بنكرياسية.

4- يؤثر الغول علي جزر لانغرهانس، مما قد يؤدي للاصابة بالداء السكري.

و- الغول والدم:

1- الغول والخضاب:

يؤدي الي نقص نسبة الخضاب حيث يحول دون امتصاص الحديد (أي يحدث فقر دم بعوز الحديد).

2- الغول والكريات البيض:

ترتفع الكريات البيض عند تعاطي الكحول لمرة واحدة، بينما تنخفض عند التعاطي المتكرر، كما أنها تصبح محدودة الحركة.

3- الغول والكريات الحمر:

- يحدث فقر دم كبير الكريات بنقص حمض الفوليك.

- يحدث فقر دم خبيث بنقص الفيتامين ب 12(Vit B12).

- تحدث البروفيريا الكبدية الجلدية.

- يحدث الداء الهيموسيدريني.

4- الغول و سرعة الترسب:

- في التسمم الحاد تبقي طبيعية أو تتناقص قليلا.

- في التسمم المزمن تزداد.

5- الغول و زمن التخثر:

- ينقص زمن التخثر بالجرعات الصغيرة.

- بينما يزداد بالجرعات الكبيرة.

و قد أثبتت أبحاث الدكتور (ملفن ه.كينزلي) أستاذ التشريح في كلية الطب، جامعة كالورينا، بمدينة (شارلستون) في الولايات المتحدة الأميركية، هو و فرقة باحثين أن الغول يسبب التصاق الكريات الحمر في الدم بعضها ببعض،(Agglutination)، مما يؤدي الي خثرة أو جلطة تسد الأوعية الشعرية، و تبعا لذلك تتخرب الأنسجة لانعدام الأوكسجين.

6- الغول و كيمياء الدم:

- ينخفض اليود في الدم.

- يرتفع حمض البول في الدم لذلك قد يثير هجمات النقرس.

- ينخفض البوتاسيوم في الدم.

- ينخفض سكر الدم، و قد يصل لمرحلة السبات و بالتالي الموت.

ز- الغول والجهاز التناسلي:

1- عند الذكور:

1- يحدث لدي المدمن شبق Libido(زيادة الرغبة في العمل الجنسي) و قد بين الأستاذ (فورل Forel )أن معظم حالات الحمل السفاحي حدثت أثناء الثمل.

2- علي الرغم من ازدياد الرغبة الجنسية فانه لدي المدمن نقص في القدرة علي الجماع، و بالتالي حدوث عنانة(Impotance).

3- يحدث ضمور في الخصية، حيث أن خصيتي المدمن لا تتجاوز (10) غرامات تقريبا، و قد أظهر الفحص النسيجي وجود انحلال في الخلايا أو فقدان لها. و قد وجد الدكتور (سيموند Simmond) في (1000) جثة من الرجال الشباب أن 60% منهم كانوا مدمنين و قد فقدوا الخلايا المولدة للنطاف في خصاهم.

4- يزيد الغول من أعراض تضخم البروستات بتسبيبه احتقانا في الدورة الدموية، حتي أن المدمن المصاب بتضخم البروستات يعجز بعد تناوله البيرة أن يتبول، الا بمساعدة الطبيب!!

5- يؤدي لتشوه النطفة و بالتالي حدوث تشوهات الجنين.

6- يحدث التثدي (gne comastia) (كبر حجم الثديين عند الرجل)، و خاصة اذا ترافقت الحالة باصابة الكبد.

2- عند الاناث:

1- يضطرب السلوك الجنسي عند المرأة، و يزداد الشبق حتي أنه لا يستغرب أن تمارس المرأة أول عمل جنسي لها تحت تأثير الغول.

2- يحدث ضمور في المبيض و خاصة في قشرته، مما يقود لحدوث العقم، و قبل الوصول لمرحلة العقم يحدث اضطراب في الدورة الطمثية، و كذلك يحدث اليأس في سن مبكرة.

3- يسبب الغول انحلالا في أنسجة الثدي و كذلك نقصا في افرازاته عند المرضعات.

ح - الغول والجهاز البولي:

1- في التسمم الحاد: تتكون اسطوانات داخل القنيات، و تنطرح مع البول.

2- في التسمم المزمن: تصاب الكلية بالتهاب مزمن.

3- قد تسبب الجعة (البيرة) ضمورا في الكلية، فيحدث ما يسمي (الكلية الغولية).

4- قد تصاب الكلي باستحالة شحمية.

5- قد تتشكل نتيجة للادمان حصيات كلوية مزدوجة، و قد يحدث تنخر حليمي كلوي.

ط- الغول والغدد:

1- النخامي Pituitary: يؤدي الغول لازدياد افراز هرمون(ACTH)، الذي بدوره يحرض قشر الكظر علي افراز الكوريتزون (Cortison).

2- الكظر Adrenal gland: يسبب الغول نقصا في افراز الكورتيزون.

3- الدرق Tyroid Gland: وجد أن نسبة اليود تهبط عند تناول الغول و بداية الادمان عليه، و بالتالي ينقص تشكل هرمون الدرق المسؤول عن الاستقلاب في الجسم.

ي - الغول والحواس:

1- الرؤية Vision:

أ- تصاب العين بالتهاب مزمن، و دماع، و احمرار في حافة العين.

ب - يصاب العصب البصري، فيحدث ما يسمي بضعف الرؤية الكحولي.

ج - تنخفض القدرة علي تمييز الألوان.

2- السمع والتذوق والشم.

تصاب بضعف بدرجات مختلفة.

ك - الغول والعضلات:

1- انجاز العضلات:

ينخفض انجاز العضلات بنسبة (17-16% )بعد تعاطي 80-50 غ من الغول.

2- التناسق بين العضلات: يخف هذا التناسق.

3- التأثير المباشر علي العضلات.

يحدث التهاب في نهايات فروع الأعصاب.

ل - الغول والجلد:

1- يوسع الغول الأوعية فتكتظ بالدم فتتشكل حمرة تتحول فيما بعد الي زرقة.

2- قد يسبب ما يسمي العد الوردي Akne Rosacea.

3- يسبب حدوث الأنف الفقاعي (فيمة الأنف) Rhinophyma.

4- قد يحدث شري Urticaia.

م - الغول والأمراض الانتانية:

يضعف الغول مقاومة الجسم للأمراض، و يجعله مؤهبا للاصابة ببعض هذه الأمراض. كما أنه يزيد من فوعتها، و أهم هذه الأمراض: السل الافرنجي، التهاب الرئة، خراجات الرئة، البرداء (الملاريا)، الحمي التيفية، الالتهابات الجلدية مثل (الدمامل، التهاب الغدد العرقية تحت الابط)، السيلان..الخ.

ن - الغول والأمراض النفسية:

يسبب الغول مجموعة من التناذرات النفسية، و ذلك اما بالادمان عليه، أو بالانقطاع المفاجي ء عنه، و أهم هذه التناذرات:

1- الهذيان الارتعاشي:

و هي حالة حادة يحدث فيها اختلاط عقلي، و فقدان التوجه، و رعشة، و سرعة استثارة.

2- تناذر كورساكوف:

يتميز هذا التناذر بضعف ذاكرة شديد، مع هذيان، و التهاب أعصاب محيطي، و انعدام البصيرة.

3- الاعتلال الدماغي لفيرنكة:

نفس تناذر كورساكوف، و لكن بالاضافة لشلل عضلات العين و بلادة في التفكير و تغيم وعي أو غيبوبة.

4- التأخر العقلي الغولي:

يحدث ضعف بالذاكرة مع خلل بالعواطف، بالاضافة لعطب دماغي.

س - الغول والسرطان:

يشكل الغول أحد العناصر الخمسة المؤهبة للسرطان، و هي المعروفة في انكلترا بالخمسة (-S-(Five- S و هي:

1- التدخين Smoking.

2- المسكرات Spirts.

3- الانتان Spesis.

4- التوابل Spicess.

5- السفلس Syphlis.

و يعود التأثير المسرطن للمشروبات الغولية لوجود مادة النيتروزامين(Notrozamine) و ذلك كما أثبته علماء مركز البحوث السرطانية في (هايدلبرج) في بحوثهم) حيث أجروا تجاربا علي 158 / صنفا من البيرة الأوروبية، فوجدوا أن هذه المادة المسرطنة موجودة في / 111 / صنفا منها. و في دراسة أخري للعالم (لورمي)، وجد أن / 51 / مريضا من / 58 / مريضا كانوا مصابين بسرطان اللوزتين واللسان والبلعوم و قاعدة الفم، هم من المدمنين علي الغول.

ص - الغول والحمل والأجنة:

1- قد تصاب النطاف عند الرجل و البيوض عند المرأة بأضرار، و قد تنعدم و بالتالي لا يحدث الحمل.

2- حتي الجنين الذي نشأ من لقاح خليتين سليمتين، قد يتسمم بالغول الذي تتناوله الأم أثناء الحمل!

3- قد يؤدي تناول الغول أثناء الحمل لتشوه الأجنة، و يتبع هذا التشوه عوامل مختلفة، أهمها:

أ- الجرعة المأخوذة.

ب- التوقيت (نسبة لسن الحمل).

ج- استقلاب الأم والجنين.

د- مجموعة من العوامل البيئية والوراثية الأخري.

و بذلك يأخذ التشوه الجنيني درجات متفاوتة و يشكل أعلي درجات هذه التشوهات ما يسمي ب«المتلازمة الجنينية الغولية» و هي تشمل أربع زمر من التشوهات هي.

أ- شذوذات الجهاز العصبي والوجه: أهمها التخلف العقلي، و صغر حجم الرأس.

ب - نقص النمو: يحدث نقص في الوزن والطول عند الولادة بمقدار الثلث.

ج - مجموعة مميزة من تشوهات الوجه: تشمل الشق الجفني، و تشوهات الأنف والفك العلوي.

د - مجموعة متغيرة من التشوهات الكبيرة والصغيرة: تتركز في الجملة العصبية المركزية، و في الكبد، و في الكلية، بالاضافة لحدوث الأورام الجنينية.

4- يتضاعف خطر الاجهاض عند تناول الأم لأونصة واحدة من الغول مرتين أسبوعيا.

و لقد أجري العالم (كامين سلكي) دراسة لأكثر من / 9000 / امرأة حامل في باريس، فتبين أن تناول ما يزيد عن 1,5 أونصة من الغول ينتج عنه ازديادا في الأجنة المليصة، و نقصا في الوزن والحجم نسبة لسن الحمل، و نقصا كذلك في وزن المشيمة.

ع - الغول والارضاع:

يمكن للغول أن يحدث تسمما للوليد بالحليب الذي يرضعه من أمه، اذا تناولت الأم الغول خلال فترة الارضاع. و قد وصف بعض الأخصائيين في طب الأطفال، حالات حدث فيها تسمم للوليد. و اليكم احدي هذه الحالات: طفل عمره (3) أسابيع، يصاب بعد كل ارضاع باختلاج، و يأخذ بالصراخ، ثم يغفو كأنه ميت، و قد تبين أن الأم تشرب زجاجتين من الخمر يوميا. و هنا قرر الطبيب تحويل الطفل الي الارضاع الاصطناعي، فتحسنت حالته و استعاد صحته.

[4] فوائد البصل الغذائية والطبية:

العلاج بالبصل:

فدماء المصريين هم أول من عرفوا فوائد البصل و قيمته الغذائية فكان غذاء أساسيا لهم اثناء بناء الاهرامات يمنحهم القوة والنشاط.

و جاء من بعدهم كثير من أطباء العرب الذي أشادوا بفوائد البصل و قيمته الغذائية، و كان من أبرزهم الطبيب العلامة ابن سينا الذي أوصي بتناوله في «قانونه»، كما أوصي به داود في «تذكرته».

و في الوقت الحالي تجددت «ذكري» البصل من جديد، فبين فترة و اخري تجي ء أنباء عن اكتشاف فوائد جديدة له خاصة في مواجهة أمراض العصر كالنوبات القلبية و ارتفاع ضغط الدم و غيرها..

التركيب التحليلي للبصل:

يتركب البصل من ألياف سيليولوزية مشبعة بزيت كبريتي طيار و هو الذي يعطي للبصل رائحته المميزة بالاضافة الي العناصر التالية:

- 86,8% ماء.

- 1,3% بروتين.

- 0,1 % دهن.

- 10,3% كربوهيدرات.

فيتامينات:

(أ)20 وحدة دولية لكل 100 جرام بصل جاف.

- (ب1 ) 0.23ميلليجرام لكل 100 جرام بصل جاف.

(ب2) 15 تضم ميلليجرام لكل 100 جرام بصل جاف.

- (ج)37 ميلليجرام لكل 100 جرام بصل جاف.

- حمض نيكوتينك 1,1 ميلليجرام لكل 100 جرام بصل جاف.

- أملاح معدنية و عناصر:

حديد (3,1 ميلليجرام) - كالسيوم (158 ميلليجرام) - فوسفور (256 ميلليجرام)، و كذلك: صوديوم، بوتاسيوم، ماغنيسيوم، يود، كبريت، أحماض فوسفورية.

- أنزيمات:

أنزيمات الجلوكونين(Glucokinine)، والاكسيداز(Oxidase)، والدياستيز(Diastase).

خصائص البصل العلاجية:

البصل و صحة القلب والشرايين:

الجلطة.. هي عبارة عن حدوث تلاصق لبعض مكونات الدم (الصفائح البيضاء) و اذا التصقت هذه الجلطة بجدار شريان (خاصة النوع الناشف الجدار أو المتصلب) فان ذلك يعوق اندفاع الدم خلال الشريان الي العضو المغذي به.. فان كان ذلك في الشريان التاجي تحدث حالة الذبحة الصدرية أو جلطة القلب أو قد يموت الشخص في الحال علي حسب حجم الجلطة و موضعها (السكتة القلبية).

و من أهم فوائد البصل أنه يعطي الجسم مناعة أو حصانة ضد الاصابة بالجلطات.. اذا داوم الشخص علي تناوله باستمرار.

و قد أكد هذه الفائدة كثير من التجارب التي أجريت علي مجموعات من المرضي.. ففي جامعة نيوكاسل و كلية طب فيكتوريا أجريت تجربة علي 22 مريضا تتراوح أعمارهم ما بين 78-19 عاما، كان يقدم لهم في طعام الافطار 60 جراما من البصل بصوره المختلفة.. و مع متابعة تحليل عينات من دماء هؤلاء المرضي تبين أنهم حصلوا علي مناعة شديدة ضد الاصابة بالجلطات.

و لعل هذه الفائدة نفسها يؤكدها لنا الواقع في الريف فمن الملاحظ أن الاصابة بالجلطات الدموية والذبحة الصدرية يقل حدوثها بين الفلاحين عن سكان المدن.. والسبب الواضح هو كثرة تناولهم للبصل مع وجبات الغذاء بالنسبة لسكان المدن.

أي البصل تأكل لتحمي قلبك.. الطازج، المطبوخ أم المشوي:

أثبتت الابحاث أن العامل الموجود بالبصل والذي يحمي من تكون الجلطات لا يتأثر بالحرارة و لا يذوب في الماء.. لذا فتناول البصل في صوره المختلفة سواء كان طازجا أو مشويا أو مسلوقا أو مقليا لا يفقده شيئا من قدرته الوقائية ضد الاصابة بالجلطات و أمراض القلب.

وصفة لمرضي القلب:

اذا وضعت بصلة «مشوية في الفرن» علي بطن قدم المريض قبل النوم أدي ذلك الي تحسن حالة القلب و قليل التعرض للأزمات القلبية.

البصل و مريض السكر:

بالنسبة لمريض السكر فهو أنفع الناس من تناول البصل.

لأن فرصة حدوث الجلطات والازمات القلبية تزداد بين مرضي السكر عن غيرهم، بذلك يوفر لهم تناول البصل الحماية من هذه الناحية.

و من ناحية أخري فان البصل له تأثير علي مرض السكر نفسه. و هذا الأثر يرجع الي مادة «الجلوكونين» الموجودة بالبصل.. فهذه المادة لها مفعول شبيه بمفعول هورمون الأنسولين (نقص هذا الهورمون هو مشكلة مريض السكر) والذي يقوم بتخفيض نسبة السكر في الدم عن طريق زيادة تمثيله بخلايا الجسم (حرق السكر).

البصل و مريض الربو:

تنشأ أزمة الربو من حدوث ضيق بالشعب الهوائية و انسدادها بالافرازات المخاطية (البلغم).

و قد وجد أن البصل له قدرة كبيرة في طرد البلغم، بذلك يخلص الشعب الهوائية من انسدادها و تتحسن حالة التنفس.. لذلك يمكن استخدام البصل (عصير البصل) بأمان في علاج نوبات الربو.. و ذلك علي النحو التالي:

وصفة لمريض الربو:

تؤخذ ملعقة صغيرة من عصير البصل بعد مزجها بعسل النحل النقي كل ثلاث ساعات حتي يتم طرد البلغم و يتحسن التنفس:

و لاحظ كذلك أن من أهم الأسباب التي تساعد علي حدوث نوبات الربو و استمرارها لفترة طويلة هو توتر المريض و انزعاجه لذلك يفيد البصل أيضا في علاج نوبات الربو من هذه الناحية حيث أنه يعمل علي تهدئة الأعصاب و ازالة التوتر عن المريض.

وصفة أخري تقلل نوبات الربو الي النصف:

من خلال عدة تجارب أجراها دكتور «والتر دوش» علي الحيوانات ثم علي مجموعة من مرضي الربو والسعال المزمن.. وجد أن البصل به مادة طبيعية لها أثر فعال في علاج نزلات البرد والسعال المتكرر و تخفيض عدد النوبات في مرضي الربو «حساسية الصدر» لما يزيد عن النصف!.. و وجد أن ذلك المفول يقوي تأثيره اذا أضيف العسل الي عصير البصل.. و لم تكشف التجارب بعد عن طريقة فاعلية البصل كعلاج وقائي لحساسية الصدر لكنه من المنتظر أن يتضح هذا المفعول من خلال التجارب التالية:

و ينصح الباحث الامريكي بأن يقدم علي هذا العلاج الطبيعي الأشخاص الذين يعانون من التهابات الشعب المتكررة أو المزمنة و كذلك التهابات الحنجرة والحلق و ذلك بدلا من الاسراف في تناول المضادات الحيوية و غيرها من الأدوية الكيماوية تجنبا لآثارها الجانبية السيئة.. و من هؤلاء الأشخاص علي الأخص الأطفال في الفترة ما بين السنة الأولي حتي السنة السادسة اذ يكثر تعرضهم لالتهابات الحلق واللوزتين والشعب والسعال المتكرر نظرا لنقص مناعة الجهاز التنفسي في هذه السن الصغيرة.. بذلك نكون آمنين عليهم مع هذا العلاج الطبيعي بدلا من الاسراع باعطائهم المضادات الحيوية و غيرها من الكيماويات من وقت لآخر.

و اليك الآن طريقة تحضير هذه «الوصفة» و مقدار الجرعة الواجب تناولها:

لعلاج نزلات البرد والسعال المتكرر والوقاية من نوبات الربو:

ضع في لتر من الماء حوالي 500 جرام من البصل المخرط، و 400 جرام من السكر و 80 جرام من العسل (عسل النحل) و امزجه جيدا في الوعاء ثم ضعه علي النار يغلي لمدة 3 ساعات. بعد ذلك يترك المزيج حتي يبرد. ثم يصفي و يوضع في عدة زجاجات ليكون جاهزا للاستعمال.

و يأخذ المريض من المزيج حوالي 4 الي 5 ملاعق كبيرة يوميا، و يأخذ الأطفال الجرعة نفسها و لكن بمقدار ملعقة شاي صغيرة.. و ذلك حتي تزول أعراض البرد والسعال أو تهدأ نوبات الربو.. هذا و يفضل تعاطي المزيج دافئا.

البصل منظف للأمعاء و طارد للديدان:

البصل مقو للجهاز الهضمي و منشط للأمعاء و منظف لها.. لذا يوصف باستخدامه كطارد للديدان المعوية. و يستعمل كالآتي:

وصفة للتخلص من الديدان المعوية:

تنقع شرائح البصل في قليل من الماء طوال الليل، و في الصباح يصفي و يحلي بالعسل و يشرب الطفل من هذا المنقوع كل صباح حتي يتم طرد الديدان كلها.

و هناك «وصفة» بديلة تكون عن طريق عمل حقنة شرجية بمغلي البصل.. حيث تغلي بصلة متوسطة الحجم لمدة ثلاث دقائق في لتر من الماء، ثم يصفي و يحقن فاترا في الشرج.

و تفيد هذه الوصفة كذلك في علاج البواسير.

البصل مطهر و قاتل للجراثيم:

عرف عن البصل أن له تأثيرا قاتلا لبعض أنواع البكتيريا مثل: البكتيريا العنقودية (تسبب التقيحات والاصابات الصديدية) والبكتيريا السبحية (تسبب التهابات الزور والحلق والشعب الهوائية)، والبكتيريا المسببة للدفتيريا والسل و كذلك ميكروب الدوسنتاريا الأميبية.

لذلك يمكن استخدام البصل كمادة مطهرة و قاضية علي أنواع الميكروبات السابقة بالطرق التالية:

بخار البصل:

يفيد استنشاق بخار البصل في علاج التهابات الجهاز التنفسي مثل التهاب الحلق أو الشعب الهوائية أو الانفلونزا حيث تعمل الزيوت الناتجة عن البصل مضاد حيوي لأنواع البكتيريا السابقة.

و يمكن كذلك استخدام بخار البصل في تطهير الجروح و التقيحات والاصابات الصديدية.

مضغ البصل:

يفيد مضغ البصل لعدة دقائق في تطهير الفم من معظم الميكروبات بما فيها ميكروب الدفتيريا. و بذلك فهو يفيد أيضا في علاج التهابات الأسنان واللثة.. كما يستخدم عصير البصل كدهان مسكن لآلام الاسنان.

لبخة البصل:

فكرة لبخة البصل قائمة علي الاستفادة من خاصية البصل كمطهر و قاتل لبعض الميكروبات.. بالاضافة الي اعتمادها أساسا علي عمل تهيج موضعي في المكان الملتهب و ذلك يؤدي الي توسيع الأوردة الدموية بالمكان و زيادة ورود الدم اليه و هذا يعني سرعة ازالة الدم للسموم من المنطقة الملتهبة و امدادها بقدر أوفر من الأجسام المضادة والخلايا البيضاء مما يساعد علي سرعة الشفاء.

طريقة عمل لبخة البصل:

يسخن البصل في الماء علي هيئة شرائح او مفروم ثم يوضع علي الجزء المصاب و هو ساخن و يلف بقطعة صوف ليحتفظ بحرارته.. و تستبدل اللبخة كل 12 ساعة.

استخدامات لبخة البصل:

- في فتح الدمامل والخراريج و استخراج الصديد منها.

- في نزلات البرد و التهابات الشعب الهوائية والرئة والسعال الديكي و ذلك بوضعها فوق صدر المريض.

- في حالات احتباس البول بوضعها فوق موضع الكلي أو المثانة (يتميز البصل بمفعول مدر للبول ينشأ من زيادة ورود الدم للكلي والمثانة).

لعلاج برودة القدمين:

في حالة آلام القدمين الناتج عن ضعف وصول تيار الدم للأطراف بسبب وجود تصلب بالشرايين.. توضع لبخة البصل فوق أسفل القدمين فيزيد ورود الدم اليهما و يزول الألم.

لعلاج الكالو:

هنا توضع شرائح البصل حول مكان الكالو من المساء و حتي الصباح و تكرر العملية الي أن يتم نزع الكالو من القدم في حمام بالماء الساخن و الصابون.

و يمكن استخدام اللبخة بالطريقة نفسها السابقة لازالة «عين السمكة» من بطن القدم..

هل هناك أضرار من الافراط في تناول البصل؟

طالما أن تناول البصل في حدود المعقول أو الجرعة العلاجية المحدودة فلا ضرر منه.

و لكن ما هو حدود المعقول؟.. هو تناول بصلة متوسطة الحجم يوميا أو بصلتين صغيرتين.

و أضرار الافراط في تناول البصل أهمها حدوث فقر دم لأن زيادته تؤثر علي خلايا الدم الحمراء والهيموغلوبين تأثيرا سيئا، و كذلك يتسبب كثرة وجود الألياف السيليولوزية الموجود بالبصل الي عسر الهضم.. و هو ما يجب أن يحذر منه ذو المعدة المرهفة.

و يجب مراعاة عدم استخدام البصل المقشر او المفروم بعد تعرضه للجو فترة طويلة لأنه يفسد و يشكل ضررا بالجسم.

[5] البهاق:

البهاق تغير في لون الجلد من اللون الطبيعي الي اللون الأبيض أو الأسود و يعزي السبب الي عدم استفادة الجسم من المواد الغذائية التي يتناولها الشخص، و قد تكون الاصابة عامة تشمل أجزاء واسعة من الجسم أو تصيب جزء أو عضو ما من الجسم.. و يقول داود في تذكرته: ان هذا المرض من الأمراض المعدية.

أما الوصفات التي استخدمت لعلاج البهق فهي:

- يسلق الباذنجان علي النار ثم يصفي و يطبخ في مائه الزيت حتي يتبخر الماء و يطلي بالمرهم المتبقي.. الزيت المستخدم هو زيت الزيتون.

- يؤخذ الشيح و قشر البيض و يسحق الاثنان جيدا مع النوشادر ثم يغلي الجميع مع الخل أو ماء الليمون و يطلي بالمزيج بعد ذلك.

- و اذا سحق مع دقيق الشعير أو الحلبة والتين و ضمد به مكان البهاق فانه يشفيه..

و اذا غلي الثوم مع النوشادر ثم طلي بالمزيج بعد أن يبرد فانه يعمل علي ازالة البهق.

- كذلك اذا مزج عسل النحل مع النوشادر و خلطا جيدا ثم طلي به مكان الاصابة من الجلد فانه يشفي مكان الاصابة من البهق..

- اذا سحق العفص مع رماد عظام السمك و عظام القنفذ مع صفار بيض حدأة (حداية) و خلط المزيج بالخل و طلي به البهق أذهبه..

و من الوصفات التي ذكرها أطباء العرب القدامي عن علاج البهاق نذكر هذه الوصفات:

- اذا مزج ماء البصل (عصير البصل) مع الخل و استخدم المزيج دهانا لمكان الاصابة بالبهاق من ثلاثة الي ست مرات في اليوم و لمدة طويلة فانه يشفي البهاق و يزيله.

أما ما يقوله الطب الحديث:

البهاق عبارة عن اختفاء لون الجلد الطبيعي في مساحات من الجلد و ذلك راجع الي تدمير الخلايا الملونة في الجلد والمعروفة باسم «ميلانوستيا».. والحقيقة أن السبب الذي يؤدي الي الاصابة بالبهاق غير معروف بشكل محدد و لكن هناك نظريات احداها تقول بأن سبب البهاق يرجع لاختلالات بجهاز المناعة بالجسم..

و ليست هناك أعراض للبهاق سوي الدوائر التي تختلف في احجامها علي سطح الجلد من المناطق غير الملونة والتي تأخذ شكل «الشاي بلبن» او لون الكريم الباهت.. و تكون هذه الدوائر في بداية ظهورها صغيرة لا يزيد قطرها عن ملليمترات ثم تزداد احجامها.. و يكون الجلد في منطقة الاصابة طبيعيا سوي اختلاف اللون فقط عن اللون الطبيعي و تكثر الاصابة بالبهاق في منطقة الظهر واليدين والذراعين والوجه والرقبة و عند الابط و بجوار الجهاز التناسلي.

والاصابة بالبهاق قد تتطور حتي تشمل كل الجلد بما في ذلك بصيلات الشعر نفسها... و قد يتحدد بمناطق الاصابة و لا تزيد البقع المصابة.. و لعلاج البهاق استخدمت الأشعة فوق البنفسجية بنسبة نجاح محدود.. و قد تطور علاج البهاق من بذور الخلة و يسمي «ميلادنين» تستخدم كأقراص و دهان و قد نجح هذا الدواء في ايقاف تطور المرض و اتساعه و علاج في بعض الحالات. و عادة ينصح مرضي البهاق أن يتجنبوا التعرض للشمس بينما تعرض الاجزاء المكشوفة من الجلد لأشعة الشمس أمر مطلوب.

[6] الجرب:

الجرب من الأمراض العامة الظاهرة في سطح الجلد. و هو يتسبب بكثرة تناول المأكولات الحريفة كالفلفل والمالحة.. و أعراض المرض تأخذ شكل بثور مصحوبة بحكة و تقرح.. و مما يزيد من فرص الاصابة بالجرب قلة ممارسة الرياضة والاستحمام والنظافة.. و هناك فرق بين الحكة (الحساسية) والجرب. ففي الجرب تكثر البثور و يتولد الدود فيها و يكثر التقرح والقيح و هو مالا يحدث في الحساسية.. و تكثر الاصابة بالجرب في منطقة البطن والأصابع..

أما الوصفات الشعبية التي جربناها لعلاج الجرب فهي:

- يحضر مخلوط من الصبر مع نصفه من المستكي ثم يشرب المزيج بما لا يزيد عن سبع مرات.. بعد ذلك تستخدم الدهانات الآتية لطلاء مكان الحكة.. مع ملاحظة أن هذه الدهانات يمكن أن تستخدم مفردة أو مجتمعة أي أن اي طلاء يمكن استخدامه كدهان وحده أو غيره. و هذه الدهانات هي:

1- اذابة الملح المحروق في الخل ثم الطلاء به.

2- استخدام الشبة بعد حرقها كدهان..

3- اذا خلط ماء الشعير مع الخل ثم استخدم كطلاء فانه يذهب الجرب..

4- استخدام القطران و رماد سعف النخيل و ورق الزيتون كطلاء مع ملاحظة أن ورق الزيتون أو الرماد يجب أن يسحق قبل استخدامه كدهان..

5- كذلك الدهان بشمع العسل يشفي من الجرب..

6- أيضا أن يستحم من أصابه الجرب بالماء الساخن ثم يدهن جسمه بدهن البنفسج فانه يشفي الجرب. و دهن البنفسج يحضر من مغلي أزهار البنفسج بعد اضافة الدهن اليه.

و كانت هناك وصفات شعبية أخري استخدمها أطباء العرب القدامي لعلاج الجرب و هي:

- يأخذ المريض حمام دافي ء مساءا يعقبه دهن الجسم بمرهم الكبريت (يباع في الصيدليات تحت اسم بنزانيل) ثم يكرر هذه العملية لمدة 3 ايام متوالية مع ضرورة غلي الملابس جيدا لمنع انتقال العدوي بالمرض.

- يستخدم مزيج الثوم المهروس والشحم الحيواني (الدهن) في تدليك الجسم كله مرة واحدة في اليوم (مساءا) و يكرر ذلك لمدة ثلاثة أيام يعقب كل منها حمام ساخن مع ضرورة غلي الملابس..

- تستخدم زهور الأقحوان في علاج الجرب. و يكون ذلك بتحضير زيت الأزهار والذي يتم اعداده باضافة زيت الزيتون بكميات كافية الي رؤوس الأزهار الصفراء ثم وضعها في زجاجة محكمة السد توضع في الشمس لمدة أسبوعين مع خضها يوميا و تصفي بعد ذلك مع عصر الأزهار بقطعة من القماش أو الشاش.

[7] قوله: «يغير المثانة» و في بعض النسخ «يعكر» أي يصير سببا لحجر المثانة و ما هو مبدأ تولده. في القاموس: العكر - محركة - دردي كل شي ء. عكر الماء والنبيذ - كفرح - و عكره تعكيرا و أعكره: جعله عكرا، و جعل فيه العكر.

[8] البطنة - بالكسر - امتلاء المعدة من الطعام. و علل ذلك بأنه بسبب حرارة الحمام ينجذب الغذاء المنهضم الي الأمعاء، فيصير سببا للسدة والقولنج.

[9] الفتق: و يعرف باسم «القرو» او «القيلة». من أسبابه كثرة امتلاء البطن بالطعام والشراب، و قد يحدث الفتق نتيجة لوثبة (قفزة) أو حمل ثقيل. و قد يكون الفتق من الأمعاء نفسها و علاقته أنه ينفتق (يبرز) قريبا من السرة و اذا غمز بأي ضغط عليه فانه يعود بعسر (بصعوبة) و وجع أو قد يكون الفتق من مادته نفسها فيعود عند الاستلقاء علي الظهر بنفسه و دون ضغط أو ألم و قد يكون الفتق عن ريح و علامته القرقرة..

أما علاج الفتق فيبدأ بقطع الأسباب التي أدت اليه.. أما علاج الفتق بالوصفات فنذكر منها:

- من المجرب أن شرب مغلي العنبر بكثرة يشفي الفتق..

- اذا جمع المريض مخلوط يتكون مع الصمغ (الغراء) والعفص والصبر و بذر الكتان المدقوق والزفت والقار.. كلها أو ما تيسر منها ثم لصقت و شدت علي البطن فوق الفتق بعد ادخاله باليد فانها تشفيه شرط أن يستلقي المريض اياما دون أن يتحرك بعنف..

أما ما يقوله الطب الحديث..

هناك نقط ضعف في الجسم الانساني.. و هذه النقط توجد عند اتصال أنسجة الجسم المختلفة و في المواضع التي تخرج عندها بعض الأجزاء لتدخل في الجزء المجارو له.. و من هذه النقط المنطقة الأربية (موضع اتصال الفخذ بالبطن) حيث تمر الأوعية الدموية والحبل المنوي من تجويف البطن الي الفخذ أو الخصية.. كذلك عند السرة أو من خلال الحجاب الحاجز حيث يمر المري ء من تجويف الصدر الي تجويف البطن.. كل هذه النقط والمواضع هي نقاط ضعف في الجسم و عندها يحدث الفتق.. و لا شك أن المدنية الحديثة قد ساعدت علي ابراز هذه النقاط الضعيفة و من ثم كثرة الاصابة بالفتق، ذلك لأن المدينة عودت الانسان أن يعتمد علي الآلات فهو بمجرد الضغط علي زر يتحقق له ما يريد عكس الانسان القديم الذي كان يبذل مجهودات كبيرة تعمل علي تقوية عضلاته خصوصا عند المواضع التي سبق ان ذكرناها.. والآن نقول ان الانسان الحديث الذي لم يتعود علي بذل مجهود اذا قام بأي مجهود مفاجي ء حدث له الفتق.. و لكن ما هو الفتق و ما هي أنواعه؟..

الفتق هو خروج عضو أو أكثر من مكانه الأصلي الي مكان آخر مجاور له خلال فتحة تصل هذين الموضعين.. و قد يكون الفتق من الصغر بحيث يتكون من فجوة صغيرة من الغشاء المبطن للتجويف الاصلي مثل البريتون المبطن لتجويف البطن.. و قد يصل الي حجم كبير و يحتوي علي جزء كبير من أعضاء هامة كالأمعاء الدقيقة أو الغليظة..

و تجويف البطن أكبر تجاويف الجسم و هو يحتوي علي نقط ضعف كثيرة في جداره فاذا ما حدث تمزق في احدي هذه النقط نتيجة لمجهود عنيف مفاجي ء كان ذلك سببا في خروج جزء من محتويات هذا التجويف الي الأجزاء المجاورة مكونا بذلك الفتق و يمكن ارجاع الأسباب التي تساعد علي حدوث الفتق الي كل ما يتسبب في زيادة الضغط في تجويف البطن كما هو الحال عند رفع الأثقال والأحمال الكبيرة أو الحزق الناشي ء عن وجود الامساك أو السعال المتكرر اذا أزمن.. و قد يكون ارتفاع الضغط في البطن ناشئا عن الحمل أو وجود أورام بالبطن أو السمنة المفرطة.

[10] منافع الجماع:

ان الجماع القصد الواقع في وقته يتبعه استفراغ الفضول، و تجفيف الجسد، و تهيئة الجسد للنمو، كأنه اذا أخذ من الغذاء الأخير شي ء كالمغصوب، تحركت الطبيعة للاستفاضة حركة قوية، يتبعها تأثير قوي، و أعانها ما في مثل ذلك من الاستتباع.

و قد يتبعه دفع الفكر الغالب، و اكتساب البسالة، و كظم الغضب المفرط والرزانة، و أنه ينفع من المالنخوليا، و من كثير من الأمراض السوداوية بما ينشط، و بما يدفع دخان المني المجتمع من ناحية القلب و الدماغ، و ينفع من أوجاع الكلية الامتلائية، و من أمراض البلغم كلها، خصوصا فيمن حرارته الغريزية قوية لا يثلمها خروج المني، و لذلك يفتق شهوة الطعام، و ربما قطع مواد أورام تحدث في نواحي الأربيتين والبيضين، و كل من أصابه عند ترك الجماع، و احتقان المني، ظلمة البصر والدواء و ثقل الرأس، و أوجاع الحالبين والحقوين، و أورامهما، فان المعتدل منه يشفيه.

و كثير ممن مزاجه يقتضي الجماع، اذا تركه برد بدن، و ساءت أحواله، و سقطت شهوته للطعام حتي لا يقبله أيضا، و يقذفه.

و كل من في بدنه بخار دخاني كثير، فان الجماع يخفف عنه، و ينفعه و يزيل عنه ما يخافه من مضار احتقان البخار الدخاني.

و قد يعرض للرجال من ترك الجماع، و ارتكام المني، و برده، و استحالته الي السمية، أن يرسل المني الي القلب والدماغ بخارا رديئا سميا، كما يعرض للنساء من اختناق الرحم، و أقل أحوال ضرر ذلك، و قبل أن تفحش سميته، ثقل البدن، و برودته، و عسر الحركات.

مضار الجماع و أحواله و رداءة أشكاله:

ان الجماع يستفرغ من جوهر الغذاء الأخير، فيضعف اضعافا لا يضعف مثله الاستفراغات و يستفرغ من جوهر الروح شيئا للذة.

و لذلك أكثرهم التذاذا أوقعهم في الضعف، و أن الجماع ليسرع بمستكثره الي تبريد بدنه و تيبسه، و استفراغه، و تحليل حرارته الغريزية و انهاك قوته، و تهييجه أولا للحرارة الدخانية الغريبة حتي يكثر عليه الشعر، ثم يعقبه التبريد التام، و اضعاف حواسه من البصر، والسمع، و يحدث بساقيه فتورا، و وجعا فلا يكاد يستقل بحمل بدنه، و قد يشبه حاله بصرع خفي. لذلك، و ربما غلبت عليه السوداء، ثم الصفراء، و يعرض له دوار عن ضعف، و شبيه بدبيب النمل في اعضانه، يأخذ من رأسه الي آخر صلبه، و يعرض له طنين. و كثيرا ما تعرض لهم حميات حادة محرقة فيهلكون فيها، و قد تحدث لهم الرعشة، و ضعف العصب، والسهر، و جحوظ العين، و يعرض لهم الصلع، والأبردة، و وجع الظهر، و الكلي، والمثانة، والظهر يحمي أولا، فتنجذب مادة الوجع اليه، و أن تعتقل منهم الطبيعة، و قد يورثهم القولنج، و يبخرهم و ينتن منهم الفم والعمود أي اللحم الذي يسيل من اللثة بين الأسنان، و يقال لها القيود، و يورثهم الغموم.

من كانت في بدنه أخلاط رديئة مرارية، تحرك منهم بعد الجماع قشعريرة، و من كانت في بدنه أخلاط عفنة، فاحت منه بعد الجماع رائحة منتنة، و من كان ضعيف الهضم أحدث به الجماع قراقر. و من الناس من هو مبتلي بمزاج ردي ء، فان هجر الجماع كرب، و ثقل بدنه، و رأسه، و ضجر، و كثر احتلامه، و ان هو تعاطاه ضعفت معدته و يبست.

و أولي الناس باجتناب الجماع من يصيبه بعده رعدة أو برد، أو ضيق نفس حفي و خفقان، و غور عين، و ذهاب شهوة الطعام، و من صدره عليل، أو ضعيف، أو هو ضعيف المعدة، فان ترك الجماع أوفق شي ء لمن معدته ضعيفة، و ليجتنبه من النساء اللواتي يسقطن.

و للجماع أشكال رديئة مثل أن تعلو المرأة الرجل، فذلك شكل ردي ء للجماع يخاف منه الأدرة، والانتفاخ، و قروح الاحليل، والمثانة بعنف انزراق المني، و يوشك أن يسيل شي ء من الاحليل من جهة المرأة.

واعلم أن حبس المني والمدافعة له ضار جدا، و ربما أدي الي تعبيب أي انتفاخ لانسكاب سائل في غلافة احدي البيضتين.

و يجب أن لا يجامع والحاجة الثفلية او البولية متحركة، و لا مع رياضة أو حركة أو عقيب انفعال نفساني قوي.

أوقات الجماع:

يجب أن لا يجامع علي الامتلاء، فانه يمنع الهضم، و يوقع في الأمراض التي توجبها الحركة علي الامتلاء ايقاعا أسرع، و أصعب.

و ان اتفق لأحد، فينبغي أن يتحرك بعده قليلا ليستقر الطعام في المعدة و لا يطفو، ثم ينام ما أمكنه، و أن لا يجامع علي الخواء ايضا، فان هذا أضر، و أحمل علي الطبيعة، و أقتل للحار الغريزي، و أجلب للذوبان والدق، بل يجب أن يكون عند انحدار الطعام عن المعدة، و استكمال الهضم الأول والثاني، و توسط الحال في الهضم الثالث.

و هذا يختلف في الناس و لا يلتفت الي من يقول يجب أن يكون ذلك بعد كمال الهضم من كل وجه، فان ذلك الوقت وقت الخواء عندما يكون البدن يبتدي ء و في الأعضاء كلها بقية من الغذاء في طريق الهضم، فمن الناس من يكون وقت مثل هذه الحال له في أوائل الليل، فيكون ذلك أوفق أوقات جماعه من القبيل المذكور، و من جهة اخري و هي أن النوم الطويل يعقبه، و تثوب معه القوة، و يتقرر الماء في الرحم لنوم المرأة.

و يجب أن لا يجامع الا علي شبق صحيح لم يهيجه نظر، أو تأمل، أو حكة، أو حرقة، بل انما هاجه كثرة مني و امتلاء، فان جميع ذلك يعين علي صحة القوة.

و أجود أوقاته للمعتدلين الوقت الذي قد جرب أنه اذا استعمله فيه بعد مدة هجر الجماع فيها، يجد خفا و صحة نفس و ذكاء حواس.

و يجب أن يجتنب الجماع بعد التخم، و بعد الاستفراغات القوية من القي ء، و الاسهال، والهيضة، والذرب الكائن دفعة، والحركات البدنية والنفسانية، و عند حركة البول، والغائط والفصد، و أما الذرب القديم، فربما جففه بتجفيفه و جذبه للمادة الي غير جهة الامعاء، و يجب أن يجتنب في الزمان والبلد الحارين، و يجتنبه الرجل و قد سخن بدنه، أو برد علي أنه بعد السخونة أسلم منه بعد البرودة، و كذلك هو بعد الرطوبة خير منه بعد اليبوسة.

[11] قيل: أي عمدة مائها، فان المشهور عند الأطباء، أن المني يخرج من جميع الجسد، و في بعض النسخ: «فانك اذا فعلت ذلك اجتمع ماؤها و عرفت الشهوة، و ظهرت عند ذلك في عينيها و وجهها، و اشتهت منك الذي تشتهيه منها».

و أقول كل ذلك ذكرها الأطباء في كتبهم، من الملاعبة التامة ليتحرك مني المرأة و يذوب، و دغدغة الثدي ليهيج شهوتها و تتحرك منها، لأن الثدي شديد المشاركة للرحم، قالوا: فاذا تغيرت هيئة عينها الي الاحمرار بسبب قوة اللذة فعند ذلك يتحرك الروح الي الظاهر، و يصحبه الدم، و يظهر ذلك في العين لصفاء لونه، و قد يتغير شكل العين و ينقلب سواده الي فوق، لأنه شديد المشاركة لآلات التناسل خصوصا للرحم، و تواتر نفسها، و طلبت التزام الرجل، أولج الذكر وصب المني ليتعاضد المنيان.

[12] أي من الحيض والنفاس. و في بعض النسخ «و لا تجامعها الا و هي طاهرة، فاذا فعلت ذلك كان أروح لبدنك، و أصح لك اذا اتفق الماءان عند التمازج نتاج الولد باذن الله عزوجل - الي قوله - مثل الذي خرج منك، و لا تكثر اتيانهن تباعا فان المرأة تحمل من القليل و تقذف الكثير» و ليس فيها «واعلم - الي قوله - شرف القمر» و هو أظهر.

[13] أي تتكي ء علي يمينك.

[14] شرف القمر في الدرجة الثالثة من الدلو، و قيل: علة مناسبة الحمل للجماع لكونه من البروج النارية المذكرة المناسبة للشهوة، و فيه شرف الشمس، و مناسبة الدلو لكونه من البروج الهوائية الحارة الرطبة، و موجبة لزيادة الدم والروح. و الثور لأنه بيت الزهرة المتعلقة بالنساء والشهوات، و لعل ذكر هذه الأمور (و) ان كان منه عليه السلام لبعض المصالح موافقة لما اشتهر في ذلك الزمان عند المأمون و أصحابه من العمل بآراء الحكماء والتفوه بمصطلحاتهم.

[15] قال المجلسي (ره): لعل المشبه به سارق أخذه الملوك و حكام العرف، و الا فحاكم الشرع يقطع يده في أول مرة أو المراد به من أخذ أقل من النصاب، فانه يعزر لو ثبتت سرقته، ولو لم تثبت و اجترأ و تعدي الي أن بلغ النصاب تقطع يده. و «ما أورده» علي المعلوم، عطفا علي التنكيل، أي يعظم ما أورده عليه عاقبة طمعه، أو «ما أورده» مبتدأ و «عاقبة» خبره. و علي الأخير يمكن أن يقرأ علي بناء المجهول علي الحذف والايصال.